علي الحسيني السيستاني (مواليد 9 ربيع الأول 1349) (المرجع الديني الأعلى للطائفة الإثنا عشرية)، خلفَ أبو القاسم الخوئي في زعامة الحوزة العلمية في النجف، التي هي مدرسة العلوم الدينية الرئيسية لدى الشيعة الإثنا عشرية. ولد في مدينة مشهد في إيران، من أصول عربية إذ يرجع نسبه إلى الإمام الحسين حفيد رسول الإسلاممحمد، ويعيش منذ ستين سنة في العراق في مدينة النجف حيث مرقد علي بن أبي طالب ومقرّ الحوزة العلمية.[3] ويعد السيستاني أحد أكبر الشخصيات النافذة في العراق نظراً لامتداد مرجعيته الدينية فكان له دور كبير في كثير من التحولات السياسية بعد تغيير النظام عام 2003، وأطلقت عليه الصحافة الأوربية لقب "دالاي لاما الشيعة" لمكانته.[4][5]
ولادته
ولد علي السيستاني في التاسع من شهر ربيع الأول عام (1349هـ. ق) في مدينة مشهد الإيرانية.
نسبه
علي بن محمد باقر بن علي الحسيني ( نسبه للامام الحسين بن علي )، ويأتي لقبه السيستاني نسبة إلى محافظة سيستان في إيران حيث سكنها جده السيد محمد في الحقبة الصفوية حينما تم تعيينه بمنصب شيخ الإسلام في مدينة نيك شهر وعاشت ذريته فيها فترة[6]، قبل الانتقال إلى مدينة مشهد.[7]
تحصيله العلمي
بدأ حياته العلمية وهو في الخامسة من العمر في مدرسة دار التعليم الديني لتعلم القراءة والكتابة ونحوها، وفي عام 1941 بدأ بتوجيه من والده بقراءة مقدمات العلوم الحوزوية، فأتم قراءة جملة من الكتب الأدبية، وحضر في المعارف الإلهية دروس الميرزا مهدي الاصفهاني المتوفي سنة 1946، كما حضر بحوث الخارج للميرزا مهدي الآشتياني والميرزا هاشم القزويني وفي عام 1949 هاجر إلى مدينة قم لإكمال دراسته، فدرسَ الفقه والأصول على السيد حسين الطباطبائي البروجردي، ثمَّ أكمل دراسة الفقه على السيد محمد الحجة الكوهكمري.
وفي عام 1951 هاجر من مدينة قم إلى النجف، فسكن مدرسة البخارائي العلمية وحضر بحوث أبو القاسم الخوئي وحسين الحلي في الفقه والأصول ولازمهما مدة طويلة، وحضر خلال ذلك أيضاً بحوث بعض الأعلام الآخرين منهم السيد محسن الحكيم والسيد الشاهرودي. في عام 1961 عزم علي السفر إلى مسقط رأسه مشهد، وكان يحتمل استقراره فيها فكتب له استاذه الخوئي واستاذه الشيخ الحلي شهادتين ببلوغه درجة الاجتهاد، كما كتب الشيخ أغا بزرك الطهراني شهادة اخري يطري فيها علي مهارته في علمي الحديثوالرجال.
السيد السيستاني مع أستاذه الخوئي.
مواقفه
كانت للسيستاني مجموعة من المواقف التي تخص الشأن العراقي والتحولات السياسية المتسارعة في هذا البلد:
بعد 2003
فبعد التغيير الذي حصل في العراق سنة 2003م والذي تم من خلاله إسقاط نظام صدام حسين كان للسيستاني مجموعة من المواقف حول الأحداث التي عصفت بالعراق في تلك الفترة، فقد وجّه رسالة إلى الشعب العراقي كتبها بشكل شخصي ووقعها بختمه ابتدأها بالآية القرآنية الكريمة وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُواْ وَاذْكُرُواْ نِعْمَةَ اللّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاء فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنتُمْ عَلَىَ شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ أكّد فيها على حرصه في أن يتجاوز العراقيّون هذه الحقبة العصيبة من تاريخهم من دون الوقوع في شرك الفتنة الطائفية والعرقية. ودعا الحكومة العراقية إلى تجاوز خلافاتها وعدم التحكم على أساس طائفي أو عرقي حتى يستعيد العراقيون السيادة الكاملة على بلدهم.[8]
كما أصدر السيستاني مجموعة من البيانات التي تحث المجتمع العراقي على التلاحم والوحدة، وأكد على نبذ العنف والكراهية بين أبناء العراق، وكذّب ما تنسبه إليه بعض وسائل الإعلام من فتاوى، وأكّد على أن كل فتاواه ليس فيها ما يسئ إلى المسلمين من سائر الفرق والمذاهب الأخرى أبداً.[9]
وفيما يخص المقاومة المسلحة لإخراج الجيش الأمريكي من العراق، ذكر ممثل السيستاني تفضيله المقاومة السلمية وأن المقاومة المسلحة في الوقت الحالي تلحق الضرر بمصالح الشعب، وقال إن السيد السيستاني يرى أن تكون المقاومة سلمية لأن المقاومة المسلحة تؤدي إلى إزهاق المزيد من أرواح المسلمين مقابل القوة الأمريكية المسلحة بأحدث وأقوى الأسلحة.[10]
فتوى الجهاد الكفائي
وبعد سقوط محافظة نينوى العراقية تحت سيطرة تنظيم داعش في 10 يونيو 2014 أصدر مكتب المرجع السيستاني في مدينة النجف بياناً أعلن فيه عن قلق المرجع السيستاني البالغ من التطورات الأخيرة في مدينة نينوى ودعا القيادات السياسية العراقية إلى توحيد كلمتها كما أعلن عن دعمه لأبناء القوات المسلحة العراقية في حربها ضد داعش.[11]
وبعد فترة وجيزة جداً وفي يوم 13 حزيران تحديداً أفتى المرجع السيستاني وجوب (الجهاد الكفائي في العراق) ودعا من لديهم القدرة على حمل السلاح إلى الانضمام إلى صفوف القوات العراقية المسلحة لمقاتلة داعش. وتشكلت على أثر هذه الفتوى قوات الحشد الشعبي، ويرى كثير من المسؤولين والمحللين السياسيين في العالم بأن فتوى السيستاني هي التي أنقذت العراق وأجهضت مخططات داعش.[12]
مواقفه من الانتخابات التشريعية
كان له موقف واضح من الانتخابات في العراق فقد أكد ذلك في خطب الجمعة التي يلقيها وكلائه في كربلاء فقد أكد وكيله عبد المهدي الكربلائي في خطبة الجمعة عام2004 قبيل الانتخابات أن السيستاني لا يؤيد اي جهه كانت في الانتخابات وان الأنباء عن تايده لقائه معينه دون أخرى عارية عن الصحة واتت هذه الخطبة بعد أن تداولت بعض القوائم الشيعية انه تلقت الدعم من المرجعية العليا المتمثله بالسيستاني اما في انتخابات 2010 و2014 فقد جدد المواقف بعدم دعم اي قائمه أو شخصية مرشحة ودعى إلى انتخاب الأصلح والانزهه وكذلك ولأول مرة في تاريخ المرجعية المحافظة دعى السيستاني إلى قيام دولة مدنية ويعتبر أول مرجع شيعي في القرن 20 و21 يدعوا إلى الدولة المدنية.
مؤلفاته
قائمة بمؤلفاته المطبوعة والمخطوطة:
- منهاج الصالحين
- مناسك الحج وملحقاتها
- شرح العروة الوثقى: وهو شرحٌ على كتاب العروة الوثقى لمحمد كاظم الطباطبائي اليزدي.
- البحوث الاَصولية.
- كتاب القضاء.
- كتاب البيع والخيارات.
- رسالة في اللباس المشكوك فيه.
- رسالة في قاعدة اليد.
- رسالة في صلاة المسافر.
- رسالة في قاعدة التجاوز والفراغ.
- رسالة في القبلة.
- رسالة في التقية.
- رسالة في قاعدة الاِلزام.
- رسالة في الاِجتهاد والتقليد.
- رسالة في قاعدة لا ضرر ولا ضرار.
- رسالة في الربا.
- رسالة في حجية مراسيل ابن أبي عمير.
- نقد رسالة تصحيح الاَسانيد للاَردبيلي.
- شرح مشيخة التهذيبين.
- رسالة في مسالك القدماء في حجية الاَخبار.
- الفقه للمغتربين
- الميسّر في الحج والعمرة
- الفتاوى الميسرة
- الرافد في علم الأصول
- الوجيز في أحكام العبادات
- رسالة احكام للشباب
- رسالة في قاعدة القرعة
- الفوائد الغروية
- رسالة في صيانة الكتاب العزيز عن التحريف
- رسالة في تاريخ تدوين الحديث في الإسلام
مراجع
روابط خارجية
- علي السيستاني على موقع IMDb (الإنجليزية)
- علي السيستاني على موقع Encyclopædia Britannica Online (الإنجليزية)
- علي السيستاني على موقع NNDB people (الإنجليزية)
- الموقع الرسمي لمكتب السيستاني
علي السيستاني على مواقع التواصل الاجتماعي